روى عن سهل التستري رحمه الله أنه كان له جار ذمي وكان قد انبثق من كنيفه إلى بيت سهل بثق )قذارة( . فكان سهل التستري يضع كل يوم إناء كبير تحت ذلك البثق فيجتمع ما يسقط فيه من كنيف جاره الذمي ويطرحه بالليل حيث لا يراه أحد فمكث رحمه الله على هذه الحال زماناً طويلاً إلى أن حضرت سهلاً الوفاة . فاستدعى جاره الذمي . وقال له : ادخل ذلك وانظر ما فيه . فدخل فرأى ذلك البثق والقذر يسقط منه في الإناء وضعه سهل تحته . فقال الذمي : ما هذا الذي رأى ؟ قال سهل : هذا منذ زمان طويليسقط من دارك إلى بيتي وأنا أتلقاه بالنهار وألقيه بالليل ولولا أنه حضرني أجلي وأنا أخاف أن لاتتسع أخلاق غيري لذلك وإلا لم أخبرك فافعل ما ترى . فقال الذمي : أيها الشيخ أنت تعاملني بهذه المعاملة منذ زمان طويل وأنا مقيم على كفري ؟ مد يدك فأنا أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله . ثم مات سهل رحمه الله . - قال حكيم : مكارم الأخلاق عشرة : العقل والعلم والحلم والصبر والصدق والشكر والجود والكرم والرفق واللين .